لقد ناكتنا الحياة

لقد ناكتنا الحياة يا جماعة. وأنجبت منا عيالا، أجنة، جنينا واحدا على الأقل نحمله، نحملها، إلى الأبد. ناكتنا وأنجبت منا ومن الضروري الآن أن: ١- نعترف بأنها ناكتنا وأنجبت منا. ٢- نعترف بالعيال. ٣- نخرج هؤلاء العيال ليلعبوا جميعا في الشمس لأول مرة في حديقة كبيرة جدا ننشئها لهذا الغرض. ٤- نستخدم وسائل منع الحمل من الآن فصاعدا وإلى حين بيقظة تامة. ٥- نتخلص من هذا الفالوس العملاق الذي تنيكنا به الحياة ونضعه في المتحف مع آثار الحضارة. ٦- نبكي ونصرخ طويلا جدا جدا في الحديقة. ٧- نتناك بشكل جديد تماما، بشكل غير حضاري، بشكل لا تحمل فيه كلمة نتناك كل الأحمال التي تحملها الآن.

قشعريرة موت سابق

أحيانا تسري فيَّ قشعريرة مزدوجة: نغمة وأخرى توافقية تشكلان موتيفة موسيقية؛ جملة قصيرة وَجِلَة. في مشهد من السيرة الهلالية يشطر دياب غريمه الزناتي خليفة نصفين طوليا، ومن هول المفاجأة لا يموت الزناتي–ينسى أن يموت! يصيح به قاتله: “اهتز يا ملعون!” فينتبه الزناتي ويتساقط. أشعر أحيانا أنني الزناتي، مت ولم أنتبه. ويصاحب الشعور أو يتبعه أو يسبقه شعور بالامتنان الغريب لأنني عشت اللحظة التي كانت ستستحيل إذا كنت قد مت. أقول لنفسي الأصغر عمرا: “حسنٌ أنك لم تفعليها. وإلا لما كنت هنا.” ويستدعي الشعور أبطالا آخرين خبروا تنويعات أخرى على الميتات السابقة: مريم التي “أَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَنسِيًّا”، وغيفارا في فيلم سودربرغ إذ يقول لمحاوره بينما هو ورفاقه تتساقط بقيتهم الباقية: “لكي تنجو هنا، لكي تنتصر…عليك أن تعيش كما لو أنك قد مت بالفعل.” “أنا مت والا وصلت للفلسفة؟”