قشعريرة موت سابق

أحيانا تسري فيَّ قشعريرة مزدوجة: نغمة وأخرى توافقية تشكلان موتيفة موسيقية؛ جملة قصيرة وَجِلَة. في مشهد من السيرة الهلالية يشطر دياب غريمه الزناتي خليفة نصفين طوليا، ومن هول المفاجأة لا يموت الزناتي–ينسى أن يموت! يصيح به قاتله: “اهتز يا ملعون!” فينتبه الزناتي ويتساقط. أشعر أحيانا أنني الزناتي، مت ولم أنتبه. ويصاحب الشعور أو يتبعه أو يسبقه شعور بالامتنان الغريب لأنني عشت اللحظة التي كانت ستستحيل إذا كنت قد مت. أقول لنفسي الأصغر عمرا: “حسنٌ أنك لم تفعليها. وإلا لما كنت هنا.” ويستدعي الشعور أبطالا آخرين خبروا تنويعات أخرى على الميتات السابقة: مريم التي “أَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَنسِيًّا”، وغيفارا في فيلم سودربرغ إذ يقول لمحاوره بينما هو ورفاقه تتساقط بقيتهم الباقية: “لكي تنجو هنا، لكي تنتصر…عليك أن تعيش كما لو أنك قد مت بالفعل.” “أنا مت والا وصلت للفلسفة؟”

علّق/ي

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.